info@daheshism.com
الطبيعة الساحرة وجمالها، مناجاتها:

 

الشاب

 

ربة الحب أنصتي جيدًا، أولستِ تسمعين أنشودةَ الجداولِ وهي تسير بين الرياض؟

(أوه) أرهفي السمعَ بإنغَام...

أوَلستِ تطربين معي لشدو القماريّ الراقصة بين الغياص؟

أنظري! أنظري تلكَ الغيمة البعيدة كالتصوُّرات الملوَّنة

تحت وهج أنوار الشمس الذهبية، يا ما أجملها!

وهناك في المرج الفوّاح بعبقِ الأزهَارِ المفتَّقة الأكمّام

نهرُ لُجينيُّ، ينسابُ ماؤه البلوريُّ بهدوءٍ وسكينة،

والحصى النّاصع البياض، يردّد خريرهُ السحرية.

وذلك القطيع من الخراف الوادعة، والجداءِ الثاغية،

وهي تضطجعُ بسُكون وسلام على ضفتهِ المزدانة بالأقحوان.

آهِ  هذا ما ترغبُ فيه نفسي المتعبة،

وبمثل هذا تستريح روحي القلقة الحائرة.

وثمّةَ منظر آخر لهُ روعتُهُ ولهُ جمالهُ الذي لا يُعاِدلُهُ أي جَمال،

إنّه ذلكَ الرّاعي الساذج يضمُّ إليه إحدى النعاج الصغيرة

ويحنو عليها بعطفٍ غريب، وحُنوّ عجيب.

هُنا الجمالُ التامّ. هُنا الحّبُّ الذي لا يشوبُه رياء، ولا تعبثُ فيه يدُ الفناء.

هُنا الحياة العذبةُ التي أطمحُ إليها وأتمناها، وأودُّ الامتزاجَ بهَا حتى أقضي.