info@daheshism.com
صلابة الإيمان و الجهاد و  عزم الحبيب على تحقيق أحلامه رغم الامه:

 

استقبال عامّ 1937

 

ها قد تلاشى آخرُ يومٍ من العام الذي مضى،

وأصبح في ضمير الأبد سرًا من الاسرار...

وما زالت نفسي مُحطمة حيرى!...

والتشاؤمُ يملأ شعاب صدري!...

والآلام ما زالت تنهشني نهشًا، وتفترسُني افتراسًا!...

وآمالي ما زالت آمالاً دون أن تحقق!...

قهل قُدِّر لروحي أن تبقى، طوال أيامها، حائرةً، دون أن تستقر؟!...

أم تعود الأقدار فتشملني بعين عنايتها،

وتُحقِّق لي ما أنشده مذُّ فتحتُ عيني للحياة؟...

ما أكبرَ حكمتكَ، يا خالق الأرض وباسط السماء!...

ما يُدريني أنكَ تُريد أن تمتحن قوة صبري،

وهل أتقاعس إذا وجدتُ مناكفات ومشاكسات وكتابات كاذبة؟!...

أُقسمُ بك يا خالقي أنه لو وُجِدَ ملايين

من الأغبياء المارقين أو الخونة المُماذقين،

وملأوا طروسَ الأرض،

لا بل، لو نقشوا حجارة هذا الكون باسره قائلين بها:

"إنَّ    رسالتي هذه غير صادقة"،

لمشيتُ رافع الراس، موفور الكرامة.

وسأبقى على تبشيري وإذاعة رسالتي

حتى تعم الارض وتنتشر في السماء أيضًا.

ولن تثنيني البرايا باسرها عن أدائها، يا الله،

ما دمتَ أنتَ تمدُّني بقوتك الإلهية.

وهذه يميني، يا خالقي،

ارفعُها لكَ من أعماق قلبي

الذي لا يخفق إلا بذكر اسمكَ القدوّس

برهبةٍ وخشوعٍ كليين.

                                                       بيروت، 1/1/1937