info@daheshism.com
صلابة الإيمان و الجهاد و  عزم الحبيب على تحقيق أحلامه رغم الامه:

 

استقبال عام 1938

 

أبدأ هذا العام باسم الخالق، بقلبٍ واجفٍ خافق،

متمنيًا أن يكون عامًا غير مُثقلٍ بالأوزار والأوصار،

وغير حافلٍ بشتى المُنغصات التي قضَّت مضجعي،

طوال السنين التي توارت واندثرت...

من يدري ماذا يكون من أمري في هذا العام؟

وأنا ما زلتُ في يومه الأول!...

تُرى، ماذا هو مكتوبٌ لي من خيرٍ أو شر!؟

أم هل قُدِّر عليَّ أن أرزح تحت أعباء المُكدِّرات،

مثلما مضى بي من ويلات جسيمة؟...

وفي أي حال، فإنني أرحب بكل ما سوف يأتيني به عامي هذا

سواءٌ أكان خيرًا أم شرًا،

لأنني أعتقدُ اعتقادًا حازمًا جازمًا

أن كلَّ ما تحويه هذه الكئانات،

وما تقعُ عليه العين،

إن هو إلاَّ وهمٌ طائف،

وظلٌّ زائف!

فلماذا الاهتمام بسخافات،

بل قُلْ بخرافاتٍ وتُرهات؟!...

أما الميولُ التي تعتلج في نفسي،

وتجيش بها أعماقي...

فهي آمال عذبة، ساهمة، هائمة...

لا تحيا إلا في الطبقات الرفيعة، والرفيعة جدًا.

إنها بعيدة المنال!...

إنها أحلام سماوية...

ما ونيتُ عن السعي، ولن أني

حتى تحقِّقها لي إرارادتي التي لا ولن تلين.

فإذا ما اجتزتُ المصاعب والمخاطرات التي اعترضتني في طريقي،

محاولةً ردعي وصدي عما ابتغيه...

وإذا ما اصتدمتْ بي العوائقُ الجبارة،

مُحاوِلةً تهديمي وإبعادي عما أتوق إليه برغبة صادقة...

وإذا ما تكاثرت عليَّ أيادي الأحداث،

مُلقيةً في أعصابي الخور والوهن...

وإذا ما تآمرت عليَّ الأقدارُ الصارمة،

عابثةً بآمالي، مُتعرضة لتخيلاتي...

عند ذاك، سترى جميعُ هذه العناصر

أنني سأثبُ وثبةَ النمر الغضوب،

وأُحطم جميع تلك العقبات المُضحكة،

بقلبٍ جريء،

وجَنانٍ ثابت،

حتى أصل إلى ما أرجوه وما أتمنَّاه من آمالٍ ورغبات...

وإذْ ذاك، تهدأ الشعلةُ التي ما زالت مُتقدةً مُلتهبة،

مُذْ أوجدتني الآلهة على هذه الأرض،

حتى يوم انطلاقي منها.

                                  بيروت، في 1/1/1938