info@daheshism.com
رحلات  سياحة:

 

إنطباعاتي عن مدينة دّزني

 

رُؤًى وأحلام! تخيلاتٌ وأوهام!

حقائقُ وأكاذيب! وكل ما هو عجيبٌ وغريب!

نيرانٌ مُتقدة، ورمادٌ خابٍ!

أشباحٌ وأرواح!

أطيافٌ محومة! وسعالى مُعربدة تدمدم!

ومردة طافرة تحمحم!

وفزاعاتٌ شنيعة مُنتصبة كالهول!

وجبابرة وأقزام!

وحملةُ رماحٍ وأقواس!

وسفاكو دماء!

ومدافع تطلقُ نيرانها بجنون!

ومسدسات توجه رصاصها المُنهمر كالمطر!

وسهامٌ مسمومة مُسدَّدة!

وسيوف صقيلة يطلٌّ الموتُ من شفارها!

قزامل يطفرون بجنون وهم يعربدون!

ومشوهو الوجوه والأجساد يصخبون!

أقبية عجيبة! وأروقةٌ غريبة!

وقناطرُ وأنفاق!

أصواتٌ مدوية تخترق الدهاليز فتصطك أركانها هولاً ورُعبًا!

وصيحاتُ هولٍ تشيعُ الخوف في أرجاءِ الممرات النخرة!

وزمجراتٌ مُنكرة أين منها زمجرات الليوث والفهود الشرسة!

أخيلةٌ تجولُ في الأعماق السحيفة!

وعويلٌ مزلزل ونواحٌ رهيب!

وغيلان تجوب الأغوار المُظلمة!

مسخٌ يسوط جمهرةٌ من القزامل بعنف لا رحمةَ فيه!

وشياطينُ تطفرُ بجبروت ورهبوت!

وأبالسةٌ تزمجرُ زمجرةَ الهول العاصف!

وفؤوسٌ ترفع وتُخفض!

ودهاليز متشابكة وكأنها العقد التي لا حل لها!

شلالات تتساقط من عل جبروت،

فتتفجر مياهها بأصواتٍ رعدية هائلة!

وبحيراتٌ تترقرق المياه الصافية فيها!

وبحر لجبٌ تصطخب أمواجه هادرةً هدير الهول المُنقصّ!

وهولةٌ مشوهة تحومُ وهي تدمدم في شعاب المدينة المسحورة!

سفنٌ تمخرُ العُباب، وتشقُّ طريقها في بحر العجائب والغرائب!

وقواربُ يمتطيها المكرة

فتسير بهم في تعاريج مدينة الخوف والاضطراب!

وغواصاتٌ تغوصُ في القيعان

ليشاهدَ مستقلها ما يجري في أعمق الأعماق!

فهنا الأسماك العجيبة!

وهناك الحيتان تبتلعُ ما تجده في طريقها ولا تشبع!

وتلك السراطينُ الضخمة تنسابُ باعوجاج،

محاولة التواري بين الصخور الغائصة في الأعماق!

وهنالك الثعابين البحرية تلتهمُ الأسماك بشراهة ووحشية!

ووحوشٌ بحرية لا عهد لنا بها وقد شنت حربًا ضروسًا فيما بينها!

وزحافاتٌ شوهاءُ تموجُ فيضطربُ البحر من تقلباتها!

أصدافٌ تفتح وتغلق!

أنغامٌ شجية! ورؤى بهية!

موسيقى تضج صاخبةً ثم تتلاشى أنغامها لتنبعث ثانيةً بنعومة!

صيحاتٌ مدوية تزلزلُ النُّهي!

وصرخاتٌ هائلة تتفجر في النخاريب، فيرجعُ أصداءها الفضاء،

فيترنح سامعها لهولها الراعب!

غاباتٌ موحشة تملأها الزحافاتُ والضواري!

ليوثٌ مُزمجرة! ونمورة تُكشرُ عن أنيابها!

وفهودٌ تتصارع، وضباعٌ تترصد فريستها!

وذئابٌ تعوي! وفيلة تهتاج فتُحطّم كل معترضٍ لها!

هولة الغاب الشنيع يظهر، فيرتعد الجميع قائلين:

ها هو شيطانُ الأدغال الجبَّار: الغوريلا!

ويدأبُ القاربُ في سيره، والمشاهدُ تستمر متلاحقه كشريط سينمائي!

هذه هي مدينة والت دِزني، أغرب مدن العالم بأسره!

                                        لوس أنجلوس، في 3 أيلول 1969