info@daheshism.com
قطع ذكر فيها أنبياء ومصلحين,  طوائف ومعتقدات:

 

إلى فادي الأنام

 

أيها السيدُ المسيح!

يا سيدَ المجد والحبِّ اللامتناهي!

يا رسولَ الله، وكلمتهُ السامية!

يا معدنَ الصفاء، وينبوعَ النقاء!

يا مَنْ بذلت دمكَ الطاهر فداءً لخلاصنا!

يا من تألمت لأجلنا كثيرًا وأحببتنا الحبَّ كله!

يا من يتغنى الكونُ باسمك، وتشدو الملائكةُ في السماءِ لظلك!

يا سيد الأرواحِ النقية، وأبا النفوسِ التقية!

يا من علمتنا الفضيلة، وغرست في نفوسنا بُذور الوفاء!

يا من ضحيتَ بكل شيءٍ كي تستحقَّ السعادة الأبدية!

يا مَن كانت سيرتك نبراسًا لنا يقينا العثرات!

يا من طاردَهُ الكهنةُ الفُساقُ والأحبارُ المُجرمون!

يا  من نادى في صحراءِ هذا العالم، فردد الكونُ صداه!

يا من تجاوبت أصداءُ تعاليمه في جميع العوالم معروفها ومجهولها!

يا مَنْ ذاعتْ كلماتُه الطاهرةُ في مشارقِ الأرض ومغاربها!

يا من انتشلنا من هُوةِ الجريمة والإثم ودياجير المنايا الرهيبة!

يا من قادتنا تعاليمُه الصادقةُ الى الينابيع الإلهية السرمدية!

يا مَنْ تتغنى الأكوانُ باسمه، وتردَّدُ الكواكبُ أمثاله!

يا مَنْ طوى (العهد القديم)، ونَشَر (العهد الجديد)!

يا مَنْ تألم على الصليب لأجلنا، وهو وضّاحُ الجبين باسمُ الثغر!

يا مَنْ افتدانا بينبوعِ دَمِه الزكيِّ القاني!

يا مَنْ تحنُّ إليه جوارحُنا بعد مغادرتنا عالَمنا الحقيرَ الفاني!

يا مَنْ نضرعُ إليه أن يبعثَ إلينا بقَبَسٍ من أنوارِه الإلهية،

كي يُسدِّدَ خطواتنا نحو طريق النور والحقِّ واليقين،

فنسعد بعد انتهاءِ حياتنا القصيرة الأمَد،

ونرتقي حيث العوالمُ العُلويّةُ الفتّانة،

هناكَ حيثُ نحيا تحت ظلِّ المسيحِ (الفادي)

نشدو مع الملائكةِ الأطهار،

ونُرنِّمُ ترانيمَ الغبطةِ والحبور على القيثار!

ومن تلك الأعالي الفيّاضةِ بالسعادة الشاملة،

ننسى تلك الدموع والأحزانَ التي خلفناها وراءنا

في عالم الطلاحِ المغمورِ بالشقاءِ والأتراح!

                                         بيروت، مساء 25 كانون الأول سنة 1942