info@daheshism.com
تلامذة وتلميذات الحبيب وسيالاته:

 

إلى شقيقتي أنطوانيت

 

أنتِ شقيقتي وحبيبتي!

أنتِ من أتغنَّى باسمك عندما تدلهمُّ أيامي،

وبعدما يحتاطُ بي البؤسُ مُقوِّضًا سلامي!

أنتِ من كانت السبب في ذيوع اسمي وانتشار أخباري!

أنتِ أحلى من الشهدِ، وأجملُ من الزهرِ، وأَشفُ من النسيم!

أنتِ مَسرى هنائي، ومبعثُ عطفي وحناني!

أنتِ إن شقيتِ، شقيتُ بدوري لشقائِك!

أنتِ أفخرُ بكِ أينما كنتِ، وأتغنّى بفضائلك أنّى اتجهتِ!

أنتِ فخرُ الفتيات، وبي أَبرُّ الشقيقات!

أنتِ أفضلكِ على سائر كواعب هذا الكون الغادرِ الماكر!

أنتِ لي نِعمَ الحبيبة، وخيرُ رفيقة، بل أوفى صديقة!

أنتِ عزائي وسَلْواي، بل مطمحُ آمالي ومحطُّ رجاي!

أنتِ أراكِ أجملَ ما يحويه هذا الكونُ الحقير،

وأقرب إلى فؤادي من جميع بهارجه السخيفة!

عندما يغدرُ بي الجميع،

تبقين أنتِ لي تمثالاً للوفاء، وعنوانًا رائعًا للإخلاص والإخاء،

تَضحّين براحتكِ في سبيل سعادتي وهنائي!

عندما يُحيق بي مرضٌ تذرفين سخين الدموع،

وأنتِ تضرعين إلى القوة المُوجدة أن تُشفي أخاكِ.

عندما تهمي عيناي الدموع،

تُسرعين إلى منديلكِ اللطيف،

كي تُزيلي القطرات المتساتلة من عينيَّ المثقلتين بالأحزان!

عندما تنتابُني الخطوبُ، تُسرعين بلهفةٍ ولوعة،

للتسرية عن نفسي المحطمة المسكينة!

عندما يبلغُكِ نبأ مُكَدِّر،

تودين لو تستطيعين الحضور على جناح البرق،

لُتزيلي أسبابَ شقوتي وبلائي!

وعندما يسقطُ من يدكِ الأمر،

وتعجزين عن بلوغ المرام،

تُهرفين دمعكِ الغزير بحرقةٍ ومرارة!

ولكنْ، كلا، كلا.

إن شقيقكِ، يا أختاه،

شقيقكِ الذي تعرفينه جيدًا،

ما يزال (قويًا) كلَّ (القوة)،

مثلما عهدته في السابق،

إن لم يزدد مضاءً في العزيمة،

وصلابةً في الآراء.

فاطمئني، لأن أعداءَه أعجزُ عن أن يستطيعوا الإيقاع به.

وسترين لمن سيكونُ الفوزُ في (النهاية)

آه! شقيقتي!

فدتكِ روحي،

إذ أنتِ حياتي.

 

                                                بيروت 29 تموز 1936