info@daheshism.com
في الطائرات:

 

أيتها الطائرة المرتجفة

                                       

أيتها الطائرة،

كفي عن تأرجحكِ وارفقي بنا،

وخففي من اضطرابك،

ففي اضطرابكِ اضطرابي،

وفي رجفتكِ رجفتي،

وفي اختلاجك اختلاجي.

لقد مكثتِ ثلاث ساعات

تسيرين بانتظامٍ ودعة،
        فَلِمَ اضطرابك منذ نصف ساعة ونيف؟

هل لكِ اليفاً تُريدين الاحتجاج إليه

ولفت نظره إليكِ باضطرابكِ هذا؟

وأين يكونُ أليفُكِ،

أيتها الطائرةُ الجامحةُ بجبروت؟

رفقًا رفقًا بنا يا ابنة الفضاء،

وارحمينا يرحمكِ الله.

ضعي بَلسَمَ الطمأنينة في قلوبنا،

وكفاكِ إخافتنا.

يا سفينة الفضاء الموغلة في قطع المسافات الشاسعة،

إنَّ جميع من تضمينهم في جوفكِ،

يضرعون إليكِ أن ترفقي بهم،

وتُخفِّفي من ذُعرهم،

وأن تُوصليهم إلى روما سالمين،

فبسلامتهم سلامتك.

وإذا أبيت إلا السقوط،

ونثر أشلائهم في عرض صحراءِ الجزائر،

فإذْ ذاك تتحطمين أنتِ أيضًا،

وتتمزقُ أشلاؤُكِ،

وتلتهمُكِ النيران المتفجرة،

مَثَلُكِ مَثَلُ شمشون الجبار عندما قال:

  • عليَّ وعلى أعدائي يا ربّ!

كتبت في الطائرة المحلقة فوق صحراء الجزائر والذاهبة إلى روما.

                                الساعة الثانية والربع بعد الظهر في 5/2/1971