info@daheshism.com
النوم وأسراره:

 

                                أوَّلُ تمُّوز 1970

 

كانتْ يقظتي بعدَ نومٍ عميق، وليسَ كالأمس الذي لمْ أذُقْ فيه طعماً للنومِ على الإطلاق. وكانتْ الساعةُ قدْ بلَغَتْ السادسةَ والنصف؛ فدهشتُ كيفَ استغرقتُ في النومِ حتَّى هذه الساعةِ، وهذا أمرٌ نادرٌ عليَّ كلَّ النُّدرةِ.

ارتدى سليمُ ثيابه، وبعدَ أنْ جالسَني وحادثني، ودَّعَني ليذهبَ إلى متجرِ السيد علي إسكندر الذي كُنَّا عندهُ مساءَ أمس، وذلكَ بقصدِ إنهاءِ معاملاتِهِ التجاريةِ معه. وأمسِ سألتُ السيدَ علي إسكندر إذا كان في الدوحة حديقةٌ للحيوانات؛ فأفادني أنَّهُ توجدُ حديقةٌ خاصَّةٌ يملكُهَا الشيخ أحمد حاكم قطَر، وهو يصرفُ عليهَا مِنْ نقودِهِ الخاصَّة؛ وأكملَ قائلاً:

  • الغد سآخذُ لكَ مأذونيةً لكيْ تزورَ الحديقةَ وأنا برفقتِك، وذلكَ في المساءِ بعدَ أنْ نُقفلَ متجرنَا ويكونُ الطقسُ قدْ اعتدل. وبعدَ ذهاب الأخ سليم- وكانتْ الساعةُ قدْ بلغَتْ الثامنةَ صباحاً- تحمَّمتُ، ثمَّ جلستُ أُدَوِّنُ وقائعَ الأمس.

وبعدَ ذلكَ، طالعتُ في كتاب " سخريات صغيرة" قصة" زوجةُ رجل آخر" للأديبِ الروسي دستويفسكي. والحقيقةُ أنَّني لمْ أُعجَبْ بِهَا بالنسبةِ لمكانةِ هذا الأديبِ الروسي، إذْ كانَ يجبُ أنْ تؤثِّرَ في القارئ، ولكنَّهَا لمْ تُحدثْ أيَّ أثرٍ في نفسي.

كذلكَ طالعتُ قصَّةً" لإرضاءِ زوجته" للأديبِ توماس هاردي، وهي قصَّةٌ لا بأسَ بِهَا، تُعطي القارئَ فكرةً عن الغيرةِ والحسدِ النسائيَّين اللذين يقودان صاحبهمَا إلى المهالكِ الرهيبة، ولاتَ ساعةَ مندم.